.الــحكــمــة.
تعريف الحكمة
الحكمة مأخوذه من الحكمة - بفتح الكاف والميم - وهو ما يوضع للدابة كي يذللها راكبها فيمنع جماحها .
ومنه اشتقت الحكمة قالوا : لأنها تمنع صاحبها من أخلاق الأراذل
والحكمة في حقيقتها : وضع الأشياء في مواضعها
وهذا تعريف عام يشمل الأقوال والأفعال وسائر التصرفات ، ولعلك أخي الفاضل
تدرك أن الحكمة التي نرمي إلى بيانها في هذه المقالة هي الحكمة التي ينبغي أن يتصف بها القائم بالدعوة إلى الله ،
ومن أجل هذا فهي غالبا ما تكون قولا في علم وموعظة أو تصرفا نحو الآخرين من أجل دفعهم إلى الخير أو صرفهم عن الشر .
وفي هذا المفهوم
يقول ابن زيد : ( كل كلمة وعظتك أو دعتك إلى مكرمة أو نهتك عن قبيح فهي حكمة ) وأدق من هذا قول أبي جعفر محمد بن يعقوب ) :
كل كلام وافق الحق فهو حكمة
وفي قوله تعالى : { يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا
ربطت الآية الكريمة بين الحكمة والخير ، ووجه هذا الارتباط أن الحكمة تشمل المعاني الصائبة من السداد في القول والفعل
الحكمة : هي معرفة الوجود الحق وأسمائه الحسنى وصفاته العليا وآثارها ،
ويترتب عليها نوعان :
الأولى : الحكمة النظرية :
وهي عبارة معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم ، ومعناها معرفة الوجود الحق وأسمائه الحسنى وصفاته العليا وما يتفرع على فعله وآثاره الحقيقية وتمييزها عن غيرها ،
وكل ما يرتبط به من الهداية التكوينية والتشريعية وما يتفرع عليها من تنظيم الشرائع وتبيين المواعظ والعبر ،
وكذا عد منها الكلمات البليغة التي تعبر عن المقاصد العالية والمعارف الغالية الموصلة لرحمة الله والمبعدة عن نقمته . وهي الحكمة العلمية .
الثانية : الحكمة العملية :
هي وضع الشيء في موضعه المناسب على نحو الإتقان ، ومثله تعريف الحكمة العملية: هي عدم فعل مالا ينبغي .
فالحكيم : الذي لا يفعل القبيح ولا يخل بواجب .
والحكيم التام :
هو الله تعالى ، ثم أنبياءه وبالخصوص خاتمهم وأوصياءه بالحق والذين علمهم من الله تعالى و يعملون بما علموا بأحسن وجه ممكن ثم أتباعهم والمقتدين بهم ،
لأنهم يعلمون علوم الله الحقة من غير تحريف ويعملون بها ، وليس بعد الحق وإن كان مرّ ثقيل إلا الضلال وإن حلا وسهل و أعجب منظره وزينته .